السبت، يوليوز 08، 2006

العربي المقلق


لعل البعض منكم ممن يستعمل أوفيس الفرنسي MsOffice، ما زال يتذكر الزوبعة التي أحدثها اكتشاف الترادف بين anti-stress و anti-arabe منذ سنوات ولو أن الساهرين على حماية اللغة العربية - إن وجدوا- اطلعوا على ما يحدثه المدقق الإملائي لوورد Word من خراب في لغة الضاد ، لعملوا – على الأقل - على تحجيم استعماله في المدرسة لعواقب ذلك على تربية الناشئة ولحساسية المرحلة في تكوين الفرد واكتسابه لعادات سليمة في تعامله مع اللغة العربية ولكن يبدوا أن المسؤولين غير واعين بعواقبه ولا يعيرون اهتماماً لذلك.
قمت بتفحص هذا المدقق من بعض نواحي تصريف الأفعال فوجدته لا يعترف (حتى هذا الفعل غير موجود في قاموسه) بتاتاً بالتوكيد ثقيل النون أو خفيفها (مثل يكتبنان) ولا يعير كثير اهتمام لأفعال القلوب. وعندما يتعلق الأمر بالأفعال المتعدية لمفعولين اثنين فلا تنتظر إحاطة بخصائصها كما ينتظره المستعمل ولو كانت من الأفعال الأكثر شيوعاً. اختير كلمة : يعطيكموها .

أسيكتب أم أستكتب، تناقض النتيجة إذ يجهل الأولى ويرضى عن الثانية.، يعترف وتعترف نفس التناقض؟؟؟
أقول: انكسره... ما رايك؟ صحيح أم خطأ؟ صحيح عندما يعود الفعل - ولو كان لازماً - على مصدره، فنقول مثلا: وكم انكسار انكسرته !
أوتدري ... ياحبيبي، أن الكلمة التي تتصدر أغنية عبد الحليم حافظ خاطئة في نظر مدقق وورد:
أوتدري دمي جرى ... أوتدري بما جرى...
وما إلى ذلك ....
في المغرب، عندما كنا ننصح وزارات باستعمال البرامج الحرة المكتبية – مثل وزارتي العدل والمالية – كان ردهم أن غياب بعض الوظائف مثل المدقق الإملائي يمنعهم من إدماج البرامج الحرة المكتبية كما لو أن مدقق Msoffice يعمل ذلك كما ينبغي. أولأن القرصنة المتفشية في بلاد مستعملي اللغة العربية لا تحفز MS على استثمار أموال في مدقق إملائي بمستوى جيد ؟ مدققنا، سيضطرها لذلك إنشاء الله :) concurrence oblige ....


بقلم محمد كبداني

ليست هناك تعليقات: